THURSDAY 6 MAY 2004 17 Rabe'a1425h No. 12467
   الخميس 6 أيار 2004 الموافق 17 ربيع أول 1425 هجري العدد 12467  


الصفحة الأولى

انا اول رئيس تحدث عن الدولة الفلسطينية

بوش: سنجري تحقيقات شفافة وعلنية مع الضباط والجنود المتهمين بتعذيب العراقيين

القاهرة - (د ب أ) - قال الرئيس الامريكي جورج بوش في حديث لقناة العربية الاخبارية الفضائية بثته مساء امس إن الولايات المتحدة ستجري تحقيقات "شفافة وعلنية" مع الضباط والجنود الامريكيين الذين يزعم تعذيبهم للسجناء العراقيين في العراق وستحاكمهم.
وفي نفس المقابلة دافع الرئيس الامريكي عن سياسته تجاه الصراع الفلسطيني -الاسرائيلي ورد على الانتقادات الموجهة له بهذا الخصوص، قائلا إنه أول رئيس أمريكي تحدث عن قيام دولة فلسطينية.
وقال بوش مستنكرا ما فعله الامريكيون بالسجناء العراقيين إن "من قاموا بعمليات التعذيب لا يمثلون السياسة الامريكية أو الشعب الامريكي وهم قلة وسيحاكمون وسيرى العالم التحقيق معهم". وتعهد بوش بإجراء تحقيقات شفافة وعلنية مع هؤلاء الضباط والجنود وستعلن نتائجها على الجميع.
ووصف أسلوب التعذيب بأنه "أمر خطير" مشيرا إلى أنه يعطي انطباعا سيئا بشأن بلده وأنه أثار اشمئزاز المواطنين في الولايات المتحدة كما حدث في الشرق الاوسط. وأضاف "نحن نشاطرهم المخاوف العميقة ذاتها". وقال بوش إنه طلب من وزير دفاعه دونالد رامسفيلد معرفة كل أبعاد عمليات التعذيب في العراق وإن كانت هذه الممارسات تجري بشكل منهجي ومنظم مضيفا أن "الوضع سيصحح".
وأكد أن القوات الامريكية تحترم الاماكن المقدسة في العراق قائلا إن المرجع الشيعي مقتدى الصدر يحتل هذه الاماكن كما لو كانت ملكه "واعتقد أن العراقيين سئموا من ذلك". وقال "نحن (الامريكيين) نحترم بشدة الاماكن المقدسة في العراق".
وأضاف بوش أن ميليشيات الصدر مستعدة للقتل والترهيب والسيطرة على الامور وهذه ليست الطريقة التي تعمل بها الديمقراطية مضيفا "المجتمعات الحرة .. لا تأخذ المدنيين كرهائن .. العراقيون هم الذين سيتعاملون مع الصدر".
وحول تسليم السلطة للعراقيين بحلول موعد 30 حزيران، قال بوش إن الولايات المتحدة عندما تقول إنها "ستنفذ شيئا فستنفذه" مضيفا أن الامم المتحدة والمواطنين العراقيين يعدون الكيان الذي سيتسلم السيادة في العراق غير أنه لا يزال يتعين عليهم أداء الكثير من المهام الشاقة وأن الولايات المتحدة ستساعدهم في ذلك. وقال "يتعين على المواطنين العراقيين أن يدركوا أن أمريكا لن تغادر حتى تنجز المهمة. نريد أن نساعد العراق ولقد أخذنا على أنفسنا تعهدا وستفي الولايات المتحدة به لاننا نؤمن بالحرية". وأعرب عن اعتقاده بأن الشعب العراقي أيضا يريد أن يعيش ويعمل ويربي أبناءه في سلام.
وحول الانتقادات للولايات المتحدة بأن ممارسات جنودها في العراق تشجع القاعدة على تنفيذ عمليات أخرى، قال بوش إن القاعدة هاجمت الولايات المتحدة عام 2001.
واستطرد قائلا "لن أنسى هذا اليوم. لن أنسى أبدا ما جرى بنا، انهم اعلنوا الحرب علينا" مضيفا أنه طالما بقى في السلطة سيطارد هذا التنظيم وأعضاءه الذين يريدون "قتل الابرياء" من العراقيين. وقال إن "العراقيين سئموا من الاجانب الذين يصلون إلى بلادهم .. ويحاولون إشاعة الفوضى فيها .. والولايات المتحدة ستساعدهم في التخلص منهم".
لم يغير رؤيته بشأن الدولتين
ورداً على سؤال عن الضمانات التي يعطيها للفلسطينيين خاصة في ضوء الضمانات التي أعطاها لحكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون، قال بوش "لقد وقفت أمام العالم وقلت إن الشعب الفلسطيني ستكون له دولة وأنا الرئيس الاول الذي قال ذلك أبدا". وأضاف أن ضماناته هو أنه لم يغير من رؤيته "أي دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام".
وقال بوش إن شارون اتخذ خطوة بالانسحاب من غزة وبعض المستوطنات في الضفة الغربية معربا عن اعتقاده بأن ذلك "قرار قوي وحازم ومهم .. يعطي فرصة للسلام ونقول للفلسطينيين هذه فرصتكم لبناء الدولة ولوضع وإرساء مؤسسات يمكنها البزوغ ولملاقاة تطلعات الشعب الفلسطيني في دولة فلسطينية مسالمة".
لكي تعطي الفلسطينيين الآمال
وأضاف لقد رأيتم التصريح الصادر من اللجنة الرباعية الدولية التي تتبنى خريطة الطريق والقول هنا "أننا نعمل معا لنعطي للفلسطينيين الامل والتزامي للفلسطينيين والشعب الفلسطيني ولقيادته السلمية البازغة ستكون لكم فرصة كبيرة في بزوغ هذه الدولة وأمريكا ستساعد".
وحول استعداده لاستخدام الخيار العسكري في المنطقة خاصة ضد سوريا من أجل إحلال الديمقراطية في إطار مشروع "الشرق الاوسط الكبير، قال بوش إن الخيار العسكري "هو آخر خياراتي .. وليس أولها". وأضاف "نستطيع تعزيز الحرية دون استخدام القوة العسكرية والقوات المسلحة".
وأوضح بوش أن من الاهمية بمكان أن تدرك شعوب المنطقة أن الديمقراطية لديهم لا يجب أن تكون على شاكلة الديمقراطية في الولايات المتحدة ولكن ستكون وفقا لتقاليد وعادات شعوب الشرق الاوسط.
وقال "نشجع المصلحين والاصلاحات .. ونحيي الامثلة والنماذج التي تعزز فيها الديمقراطية".
وأعرب بوش عن اعتقاده بأن إحلال الديمقراطية سيأخذ وقتا مضيفا أنه يدرك ذلك. وقال إن حالة صدام حسين كانت حالة فريدة وأن صدام هو من "اختار الحرب .. ولكن الشعب أختار أن يكون حرا ونحن سنستمر في مساعدته من أجل إحراز ذلك.
يدعم خطة شارون
ومن جهة اخرى اكد بوش انه لا يزال يدعم خطة الفصل التي عرضها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون معتبرا انها "خطوة باتجاه السلام" في الشرق الاوسط.
واوضح بوش في مقابلة مع قناة "الحرة" الاميركية الناطقة بالعربية ومقرها ولاية فيرجنيا "عندما نرى خطوة نحو السلام فمن المهم لدولة مسالمة مثل الولايات المتحدة ان تدعمها".
واضاف اظن انها لحظة تاريخية للعالم. واظن انها فرصة جيدة للمضي قدما"، موضحا "حان الوقت للتقدم واظن اننا قادرون على ذلك".
ودعم بوش خطة شارون التي تنص على انسحاب اسرائيلي كامل من قطاع غزة وجزء من الضفة الغربية عندما زار رئيس الوزراء الاسرائيلي واشنطن في 14 نيسان الماضي.
لكن اعضاء حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه شارون صوتوا ضد الخطة في استفتاء داخلي.










© Alquds 2003, All Rights Reserved